كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{قال إنك لن تستطيع معي صبرًا} وكان رجلًا يعلم علم الغيب قد علم ذلك، فقال موسى: بلى. قال: {وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرًا} أي أن ما تعرف ظاهر ما ترى من العدل ولم تحط من علم الغيب بما أعلم؟ {قال ستجدني إن شاء الله صابرًا ولا أعصي لك أمرًا} وإن رأيت ما يخالفني {قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرًا} فانطلقا يمشيان على ساحل البحر يتعرضان الناس يلتمسان من يحملهما، حتى مرت بهما سفينة جديدة وثيقة لم يمر بهما من السفن شيء أحسن منها ولا أجمل ولا أوثق منها، فسألا أهلها أن يحملوهما فحملوهما، فلما اطمأنا فيها ولجت بهما مع أهلها، أخرج منقارًا له ومطرقة ثم عمد إلى ناحية منها فضرب فيها بالمنقار حتى خرقها، ثم أخذ لوحًا فطبقه عليها ثم جلس عليها يرقعها، فقال له موسى- ورأى أمرًا أفظع به- {أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئًا إمرًا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرًا قال لا تؤاخذني بما نسيت} أي بما تركت من عهدك {ولا ترهقني من أمري عسرًا} ثم خرجا من السفينة فانطلقا حتى أتيا قرية، فإذا غلمان يلعبون... فيهم غلام ليس في الغلمان غلام أظرف منه ولا أوضأ منه، فأخذ بيده وأخذ حجرًا فضرب به رأسه حتى دمغه فقتله، فرآى موسى عليه السلام أمرًا فظيعًا لا صبر عليه، صبي صغير قتله لا ذنب له...!؟ {قال أقتلت نفسًا زكية بغير نفس} أي صغيرة {لقد جئت شيئًا نكرًا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرًا} أي قد عذرت في شأني {فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارًا يريد أن ينقض} فهدمه ثم قعد يبنيه، فضجر موسى مما يراه يصنع من التكليف وما ليس عليه صبر، فقال: {لو شئت لاتخذت عليه أجرًا} أي قد استطعمناهم فلم يطعمونا، واستضفناهم فلم يضيفونا، ثم قعدت تعمل في غير صنيعة؟ ولو شئتلأعطيت عليه أجرًا في عملك. {قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرًا أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة} صالحة {غصبًا} في قراءة أبي بن كعب: {كل سفينة صالحة} وإنما عيبها لطرده عنها فَسَلِمَتْ منه حين رأى العيب الذي صنعت بها {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانًا وكفرًا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرًا منه زكاة وأقرب رحمًا وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحًا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري} أي ما فعلته عن نفسي {ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرًا} فكان ابن عباس يقول: ما كان الكنز إلا علمًا.
وأخرج ابن عساكر من وجه آخر عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قام موسى خطيبًا لبني إسرائيل فأبلغ في الخطبة، وعرض في نفسه أن أحدًا لم يؤت من العلم ما أوتي، وعَلِمَ الله الذي حدث نفسه من ذلك فقال له: «يا موسى، إن من عبادي من قد آتيته من العلم ما لم أوتك. قال: فادللني عليه حتى أتعلم منه. قال: يدلك عليه بعض زادك». فقال لفتاه يوشع {لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبًا} قال: فكان فيما تزوداه حوت مملوح وكانا يصيبان منه عند العشاء والغداء، فلما انتهيا إلى الصخرة على ساحل البحر، وضع فتاه المكتل على ساحل البحر فأصاب الحوت ندى الماء فتحرك في المكتل فقلب المكتل وأسرب في البحر، فلما جاوز أحضر الغداء فقال: {آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا} فذكر الفتى {قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبًا} فذكر موسى ما كان عهد إليه، إنه يدلك عليه بعض زادك. {قال ذلك ما كنا نبغي} أي هذه حاجتنا {فارتدا على آثارهما قصصًا} يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة التي فعل فيها الحوت ما فعل، فأبصر موسى أثر الحوت فأخذا أثر الحوت يمشيان على الماء حتى انتهيا إلى جزيرة من جزائر العرب {فوجدا عبدًا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علمًا قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمني مما عُلِّمت رشدًا} فأقر له بالعلم {قال إنك لن تستطيع معي صبرًا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرًا قال ستجدني إن شاء الله صابرًا ولا أعصي لك أمرًا قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرًا} يقول: حتى أكون أنا أحدث ذلك لك {فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلَهَا} إلى قوله: {فانطلقا حتى إذا لقيا غلامًا} على ساحل البحر في غلمان يلعبون، فعهد إلى أجودهم وأصبحهم {فقتله قال أقتلت نفسًا زكية بغير نفس لقد جئت شيئًا نكرًا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا}.
قال ابن عباس: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فاستحى نبي الله موسى عند ذلك فقال: {إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرًا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلَهَا} إلى قوله: {سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرًا أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبًا} قال: وهي في قراءة أبي بن كعب {يأخذ كل سفينة صالحة غصبًا} فأردت أن أعيبها حتى لا يأخذها الملك، فإذا جاوزوا الملك رقعوها فانتفعوا بها وبقيت لهم {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين} إلى قوله: {ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرًا} قال: فجاء طائر هذه الحمرة فبلغ فجعل بغمس منقاره في البحر، فقال له: يا موسى، ما يقول هذا الطائر؟ قال: لا أدري. قال: هذا يقول: ما علمكما الذي تعلمان في علم الله إلا كما أنقص بمنقاري من جميع ما في هذا البحر».
وأخرج الروياني وابن عساكر من وجه آخر، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: بينما موسى عليه السلام يذكر بني إسرائيل، إذ حدث نفسه أنه ليس أحد من الناس أعلم منه، فأوحى الله إليه: «إني قد علمت ما حدثت به نفسك، فإن من عبادي رجلًا أعلم منك.. يكون على ساحل البحر فأته فتعلم منه واعلم أن الآية الدالة لك على مكانه زادك الذي تزوّد به، فأينما فقدته فهناك مكانه».
ثم خرج موسى وفتاه قد حملا حوتًا مالحًا في مكتل وخرجا يمشيان لا يجدان لغوبا ولا عنتًا، حتى انتهيا إلى العين التي كان يشرب منها الخضر، فمضى موسى وجلس فتاه فشرب منها فوثب الحوت من المكتل حتى وقع في الطين، ثم جرى فيه حتى وقع في البحر. فذلك قوله تعالى: {فاتخذ سبيله في البحر سربًا} فانطلق حتى لحق موسى، فلما لحقه أدركه العياء فجلس وقال لفتاه {آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا} قال: ففقد الحوت فقال: {إني نسيت الحوت} الآية. يعني فتى موسى {اتخذ سبيله في البحر عجبًا قال ذلك ما كنا نبغي} إلى {قصَصَا} فانتهيا إلى الصخرة فأطاف بها موسى فلم ير شيئًا، ثم صعد فإذا على ظهرها رجل متلفف بكسائه نائم، فسلم عليه موسى، فرفع رأسه فقال: أنى السلام بهذا المكان..!؟ من أنت؟ قال: موسى بني إسرائيل. قال: فما كان لك في قومك شغل عني؟ قال: إني أمرت بك. فقال الخضر: {إنك لن تستطيع معي صبرًا} {قال ستجدني إن شاء الله صابرًا} الآية.
{قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرًا} فخرجا يمشيان حتى انتهيا إلى ساحل البحر، فإذا قوم قد ركبوا في سفينة يريدون أن يقطعوا البحر ركبوا معهم، فلما كانوا في ناحية البحر أخذ الخضر حديدة كانت معه فخرق بها السفينة {قال أخرقتها لتغرق أَهْلَهَا} الآية. {قال ألم أقل} الآية. {قال لا تؤاخذني} الآية. {فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية} فوجدا صبيانًا يلعبون يريدون القرية، فأخذ الخضر غلامًا منهم وهو أحسنهم وألطفهم فقتله قال له موسى: {أقتلت نفسًا زكية} الآية. {قال ألم أقل لَكَ} الآية. {قال إن سألتك} الآية. فانطلقا حتى انتهيا إلى قرية لئام وبهما جهد فاستطعموهم فلم يطعموهم، فرأى الجدار مائلًا فمسحه الخضر بيده فاستوى، فقال: {لو شئت لاتخذت عليه أجرًا} قال له موسى: قد ترى جهدنا وحاجتنا، لو سألتهم عليه أجرًا أعطوك فنتعشى به {قال هذا فراق بيني وبينك} قال: فأخذ موسى بثوبه فقال: أنشدك الصحبة، إلا أخبرتني عن تأويل ما رأيت؟ قال: {أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر} الآية. خرقتها لأعيبها فلم تؤخذ فأصلحها أهلها فامتنعوا بها، وأما الغلام، فإن الله جعله كافرًا وكان أبواه مؤمنين، فلو عاش لأرهقهما {طغيانًا وكفرًا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرًا منه زكاة وأقرب رحمًا وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة} الآية.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي، عن ابن عباس قال: لما ظهر موسى وقومه على مصر، أنزل قومه بمصر، فلما استقرت بهم الدار أنزل الله {وذكرهم بأيام الله} [إبراهيم: 5] فخطب قومه فذكر ما آتاهم الله من الخير والنعم، وذكرهم إذ نجاهم الله من آل فرعون، وذكرهم هلاك عدوهم وما استخلفهم الله في الأرض وقال: كلم الله موسى نبيكم تكليمًا واصطفاني لنفسه وأنزل عليّ محبة منه، وآتاكم من كل شيء سألتموه، فنبيكم أفضل أهل الأرض وأنتم تقرون اليوم.
فلم يترك نعمة أنعمها الله عليهم إلا عرفهم إياها، فقال له رجل من بني إسرائيل: فهل على الأرض أعلم منك يا نبي الله؟ قال: لا. فبعث الله جبريل إلى موسى فقال: إن الله يقول «وما يدريك أين أضع علمي؟.. بلى على ساحل البحر رجل أعلم».
قال ابن عباس: هو الخضر. فسأل موسى ربه أن يريه إياه فأوحى الله إليه: أن ائت البحر فإنك تجد على ساحل البحر حوتًا ميتًا فخذه فادفعه إلى فتاك، ثم الزم شط البحر فإذا نسيت الحوت وذهب منك فثم تجد العبد الصالح الذي تطلب. فلما طال صعود موسى ونصب فيه، سأل فتاه عن الحوت: {قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره} لك.
قال الفتى. لقد رأيت الحوت حين اتخذ سبيله في البحر سربا، فأعجب ذلك فرجع حتى أتى الصخرة فوجد الحوت، فجعل الحوت يضرب في البحر ويتبعه موسى يقدم عصاه يفرج بها عنه الماء ويتبع الحوت، وجعل الحوت لا يمس شيئًا من البحر إلا يبس حتى يكون صخرة، فجعل نبي الله يعجب من ذلك حتى انتهى الحوت إلى جزيرة من جزائر البحر، فلقي الخضر بها فسلّم عليه، فقال الخضر: وعليك السلام.. وأنى يكون هذا السلام بهذا الأرض..!؟ ومن أنت؟ قال: أنا موسى. فقال له الخضر: أصاحب بني إسرائيل؟ فرحب به وقال: ما جاء بك؟ قال: جئتك {على أن تعلمني مما علمت رشدًا قال إنك لن تستطيع معي صبرًا} يقول: لا تطيق ذلك. قال موسى: {ستجدني إن شاء الله صابرًا ولا أعصي لك أمرًا} فانطلق به وقال له: لا تسألني عن شيء أصنعه حتى أبين لك شأنه. فذلك قوله: {حتى أحدث لك منه ذكرًا}.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والخطيب وابن عساكر من طريق هرون بن عنترة، عن أبيه عن ابن عباس قال: سأل موسى ربه فقال: «رب، أي عبادك أحب إليك؟ قال: الذي يذكرني ولا ينساني. قال: فأي عبادك أقضى؟ قال: الذي يقضي بالحق ولا يتبع الهوى. قال: فأيّ عبادك أعلم؟ قال: الذي يبتغي علم الناس إلى علمه، عسى أن يصيب كلمة تهديه إلى هدى أو ترده عن ردى. قال: وقد كان حدث موسى نفسه أنه ليس أحد أعلم منه. قال: رب، فهل أحد أعلم مني؟ قال: نعم. قال: فأين هو؟ قيل له: عند الصخرة التي عندها العين».
فخرج موسى يطلبه حتى كان ما ذكر الله وانتهى موسى إليه عند الصخرة، فسلم كل واحد منهما على صاحبه فقال له موسى: إني أريد أن تصحبني. قال: إنك لن تطيق صحبتي. قال: بلى. قال: فإن صحبتني {فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرًا} فسار به في البحر حتى انتهى إلى مجمع البحرين، وليس في البحر مكان أكثر ماء منه. قال: وبعث الله الخطاف فجعل يستقي منه بمنقاره، فقال لموسى: كم ترى هذا الخطاف رزأ بمنقاره من الماء؟ قال: ما أقل ما رزأ.. قال: فإن علمي وعلمك في علم الله كقدر ما استقى هذا الخطاف من هذا الماء. وذكر تمام الحديث في خرق السفينة وقتل الغلام وإصلاح الجدار، فكان قول موسى في الجدار لنفسه شيئًا من الدنيا، وكان قوله في السفينة وفي الغلام لله عز وجل.
وأخرج الدارقطني في الأفراد وابن عساكر من طريق مقاتل بن سليمان، عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الخضر ابن آدم لصلبه ونسئ له في أجله حتى يكذب الدجال.
وأخرج البخاري وأحمد والترمذي وابن أبي حاتم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما سمي الخضر؛ لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من خلفه خضراء».
وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما سمي الخضر خضرًا؛ لأنه صلى على فروة بيضاء فاهتزت خضراء».
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر، عن مجاهد قال: إنما سمي الخضر، لأنه إذا صلى اخضر ما حوله.
وأخرج ابن عساكر عن ابن إسحق قال: حدثنا أصحابنا أن آدم عليه السلام لما حضره الموت جمع بنيه فقال: يا بني، إن الله سينزل على أهل الأرض عذابًا، فليكن جسدي معكم في المغارة حتى إذا هبطتم فابعثوني وادفنوني بأرض الشام. فكان جسده معهم، فلما بعث الله نوحًا ضم ذلك الجسد وأرسل الله الطوفان على الأرض فغرقت الأرض زمانًا، فجاء نوح حتى نزل وأوصى بنيه الثلاثة- وهم سام وحام ويافث- أن يذهبوا بجسده إلى الغار الذي أمرهم أن يدفنوه به. فقالوا: الأرض وحشية لا أنيس بها ولا نهتدي لطريق، ولكن كفّ حتى يعظم الناس ويكثروا. فقال لهم نوح: إن آدم قد دعا الله أن يطيل عمر الذي يدفنه إلى يوم القيامة. فلم يزل جسد آدم حتى جاء الخضر عليه السلام هو الذي تولى دفنه، فأنجز الله له ما وعده فهو يحيا ما شاء الله أن يحيا.
وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن المسيب: «أن الخضر عليه السلام أمه رومية وأبوه فارسي».
وأخرج الحاكم وصححه عن أبي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لما لقي موسى الخضر، جاء طير فألقى منقاره في الماء، فقال الخضر لموسى: تدري ما يقول هذا الطائر؟ قال: وما يقول: قال: يقول: ما علمك وعلم موسى في علم الله إلا كما أخذ منقاري من الماء».
وأخرج البخاري في تاريخه والترمذي والبزار وحسنه وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه، عن أبي الدرداء في قوله: {وكان تحته كنز لهما} قال: أحلت لهم الكنوز وحرمت عليهم الغنائم، وأحلت لنا الغنائم وحرمت علينا الكنوز.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبزار، عن أبي ذر رفعه قال: إن الكنز الذي ذكره الله في كتابه لوح من ذهب مضمن، عجبت لمن أيقن بالقدر ثم نصب، وعجبت لمن ذكر النار ثم ضحك، وعجبت لمن ذكر الموت ثم غفل. لا إله إلا الله.. محمد رسول الله.